whatsapp
أطفال التوحد ... والتربية الجنسية

أطفال التوحد ... والتربية الجنسية

يعتقد بعض الآباء أن النمو الجنسي لأطفالهم من ذوي اضطراب التوحد يختلف عن الأشخاص العاديين وأن الدوافع والرغبات الجنسية تختلف، هناك بالفعل فروق فردية من شخص لآخر ولكن في النمو الطبيعي لا يختلف الأشخاص الطبيعيون عن ذوي الاحتياجات الخاصة عامة وأطفال التوحد خاصة .

إن تطور العلاقات العاطفية لأطفال التوحد والتخطيط للزواج وبناء حياة أسرية يبدو تحدياً لهم لما يواجهونه من مشاكل في المهارات العقلية والبدنية واضطرابات المشاعر وعدم القدرة على التواصل وربما عدم تمكنهم من اكتشاب مهارات العناية بالذات والاعتماد على النفس تكون عائقاً في طريق تكوين أسرة ، لكن هناك بعض الإرشادات أو التوصيات التي لابد من العمل بها لتهيئة حياة أفضل لأطفال التوحد ، نتناولها في المقال التالي .

تتم التربية الجنسية لأطفال التوحد في أربعة محاور :

أولاً : تقديم المعلومات من أهم المراحل للتوعية والتربية الجنسية هي مرحلة تقديم المعلومات ، ويحق لطفل التوحد مثل غيره من الأطفال فهم المعلومات المتعلقة بالفروق بينه وبين الجنس الآخر ومهام كل جنس ، وشكل الجهاز التناسلي ووظيفته وكيفية عمله ، ويتم ذلك من قبل أخصائيين وبشكل يتناسب مع قدرات الطفل الذهنية والمعرفية والبيئة التي يتواجد فيها ، وبطرق مبسطة يمكن له فهمها ، مع تحديد القدر المحدد من المعلومات التي تختلف حسب الفروق الفردية في فئة أطفال التوحد .

وكذلك التعرف على معنى الأبوة والأمومة والإنجاب والعلاقات الأسرية والمفاهيم المختلفة المرتبطة بها .. ويمكن قيام الأب والأم أو القائمين على رعاية الطفل بتقديم هذا المعلومات لكن بعد الحصول على تدريب من المختصين .

ثانياً : تنمية القيم أو الضوابط المنظمة أو الحاكمة للسلوك الجنسي وذلك بتعليم الأطفال القيم والاتجاهات المنظمة للدوافع والسلوكيات الجنسية بهدف فهم الأطفال للحياة الأسرية والقيم من وجهة نظر الدين والتوجهات المجتمعية ، التي تزيد من تقديرهم لذاتهم وفهمهم لطبيعة الحياة وتعمل على تنمية استبصارهم بالعلاقات الاجتماعية المتبادلة مع الجنس الآخر ، وتفهم مسؤولياتهم الشخصية عن مثل هذه العلاقات .

ثالثاً : تنمية العلاقات الاجتماعية الإيجابية المتبادلة

ويتم فيها تنمية مهارات التواصل الإيجابي الفعال وأساسيات اتخاذ القرار ، ومهارات رفض ضغط الأقران ، ومهارات إقامة علاقات اجتماعية متبالدلة مع الآخرين ، وتعتبر هذه المهارات أصعب المهارات إكساباً لأطفال التوحد كون عدم القدرة على التواصل الاجتماعي أحد أهم أعراض هذا الاضطراب ، لكن مع التدخل المبكر ومحاولات التدريب المستمر يمكن أن يحصل الطفل التوحدي على قدر عالِ نسبياً من هذه المهارات .

ولا شك أن الصداقة وزملاء اللعب والمباريات والأنشطة المتبادلة بين الجنسيين في هذه الفترة مهمة جداً لتنمية إحساس هؤلاء الأطفال في سياق المناخ الاجتماعي الذي يعيشون فيه ، ومع وصول هؤلاء الأطفال إلى سن البلوغ والذي يتراوح بين سن التاسعة إلى سن الثالثة عشر من العمر يتعرضون لتغييرات بدنية كثيرة ترتبط بتغيرات في التوازن الهرموني والبيوكيميائي وتغيرات في الهيكل العظمي والعضلي ، ويتطلب ذلك إيضاح هذه التغيرات والفروق للأطفال في حدود فهمهم وقدراتهم العقلية ، كما أنهم بحاجة إلى المساعدة العلمية الصادقة لتمكينهم من تكوين صورة ذات صحيحة وتجنب الصراعات النفسية في مرحلة المراهقة .

رابعاً : تنمية المسؤولية الشخصية والاجتماعية عن السلوك الشخصي

تساعد التربية الجنسية الأطفال والمراهقين على تعلم واكتساب مفهوم المسؤولية والانضباط ويتحقق ذلك بتزيدهم بالمعلومات عن الضوابط الشرعية للسلوك الجنسي ومساعدتهم على تجنب الرذائل ومقاومة ضغط الأقران أو البالغين ، وتظهر أهمية ذلك مع أطفال التوحد خاصة وذوي الاحتياجات لخاصة عامة كونهم عرضة للاستغلال الجنسي والإساءة الجنسية .

وأخيراً .. تعريض أطفال التوحد للتربية الجنسية الشاملة أمراً وجوبياً تفرضه كل الاعتبارات العلمية والدينية إلا أنها تمثل تحدياً صعباً نظراً لكل الظروف المحيطة بمستوى هذا الاضطراب ، وعدم وجود برامج واضحة محددة تعمل على هذا النوع من التربية .